وائل كفوري: الشهرة أتعبتني

 إذا غنى يُشعل صدى صوته الحنين كله في قلوب عشاقه، وإذا أطلّ يكون لإطلالته وقع خاص، حتى في غيابه وهج لا يمكن تفسيره. إنه النجم وائل كفوري الذي ينتظر أعماله وإطلالاته الملايين... هو يفضل الغناء على الكلام، لكن عندما يقرر الكلام ترى أمامك إنساناً شفافاً وصادقاً لا يعرف التملّق ولا الكذب، فناناً حقيقياً من الأصوات اللبنانية القليلة التي تحمل شعلة الأغنية اللبنانية بقلبها وعقلها.
وائل بعيد وقريب، مطّلع على الساحة الفنية وتؤلمه الفوضى... وعندما يصل الأمر الى حدود قول الحقيقة المرة يردد بعفويته وبلكنته الزحلاوية الجميلة "شو بدي قول تقول خليني بس غني".
تخصص وائل بعلم الموسيقى في جامعة الكسليك، في وقتها قرر أن يكون أستاذاً في الموسيقى لأنه لم يكن يجد السبيل لتحقيق حلمه الكبير في الغناء. المصادفة قادته إلى "ستوديو الفن" وتميزه حقق له المراتب الأولى. في البدايات حتى المخرج سيمون أسمر لم يجد فيه بوادر نجم، لحين قرر تقديم أغنية شعبية خاصة فاختار له أسمر أغنية "ما وعدتك بنجوم الليل" وكان النجاح المدوي الذي لم يتوقعه... ومنذ ذلك الحين، أي منذ عشرين عاماً، ووائل كفوري يحصد النجاح مع كل عمل يطلقه.
¶ ليه حارم الناس من إطلالاتك الإعلامية؟
- "يا بدك تشتغلي كتير وتطلعي مصاري يا بدك تشتغلي قليل وتعملي إسم" وأنا اخترت أعمل إسم. غيابي ليس مقصوداً وأنا أتبع إحساسي "وما بقدر أعمل شي إلا من كل قلبي".
¶ حتى إنك بعيد عن الوسط الفني الذي تنتمي إليه...
- "كل عمري بعمل حفلتي وبفلّ"... وكما ذكرت إحساسي يقودني. ليس لدي شيء ضد أي فنان ولا أُعطي رأيي بأحد لأنه لا يحق لي. ولأني بعيد لا يوجد "قال وقيل".
¶ هل تتابع الأجواء الفنية، وما رأيك بالوضع؟
- "ما كتير وحياة عيونك وعيوني بس أكيد عندي فكرة شو عم يصير" الوسط لا يتعاشر كله وبعض الناس ما بعرف إذا عم تغني أصلاً... بتعرفي اللي قطع عليي كتير والفن بالزمانات كان صعب عنجد. بستوديو الفن كنا نرجف قدام اللجنة، هلأ بيطلعوا وبحطوا الميكرو تحت باطن ويلاااا... تغيرت الإيام.
¶ على مين الحق؟
- نحن في حاجة إلى نقابات تصوّب المستوى الفني لأننا نفتقد الحد الأدنى "عيب، الفن هو صورة لبنان، أي فن بدنا نفرجي لبرّاّ".
¶ هل الفن في الفترة السابقة كان أفضل؟
- كانت للقصص قيمة أكبر، تصوري كانت الـ LBC  تسجل أغانينا على VHS وكانوا يرسلون التسجيل إلى أوستراليا وكانت الناس تنتظرنا وترحب بنا... "هلأ بتنزلي عن المسرح بتلاقي غنيتك على اليوتيوب بوقت نحنا مش مهيأين لكل هالتطور... والمزعج إنو الفنان ما عاد قادر يسيطر على صورتو وهالشي بسبّب نوع من الإحباط".
¶ كبار الفنانين يتحدثون عن صوتك ويعتبرونك امتداداً  للجيل القديم، أنت ماذا تقول؟
- هذا حلمي وهدفي ولو كانت رسالتي تجارية لجمعت الكثير من المال، ولكني حريص على النوعية وعلى الدقة في العمل "واللي بدو يعمل إسم بدو يضحي ويتعب". أنا أتمرن بإستمرار وأحافظ على صوتي وأشكر ربي كل لحظة على الموهبة التي أملكها.
¶ هل تدرك حجم نجوميتك؟
- الحمدلله الناس تحترمني وتقدر صوتي ونقطة على السطر. لا أحب التفكير بنجوميتي أفضّل البقاء على طبيعتي "بعرف حالي شو، بس بفضّل ما عيشا وبتصور نجاحي نابع من نفسيتي".
¶ تعيش بسلام؟
- الفن بالنسبة الى الفنان الحقيقي ليس لعبة، أومجرد مسرح وبدلة جميلة وأغنية... "الفن أعصاب وفي كتير قصص ممكن تعكّر مزاجك قبل المسرح... يمكن صوتك ما يطلع".
¶ اعتدت النجاح؟
- من البداية بدأت قوياً في الفن، والإنسان أناني. لا أسعى إلا إلى النجاح، لهذا السبب أبقى متوتراً كوني أفكر بفني ليلاً ونهاراً.
¶ تخشى ألا تنجح؟
- لست غبياً،أعلم جيداً أن الحياة لا تحمل النجاح فقط، وعندما أشعر بإفلاسي لديّ كل القدرة لأنسحب. لست متعلقاً بالشهرة.
¶ تعبت من الشهرة، مش عبالك تنزل تتمشى بشوارع بيروت؟
- يا ريت (يجيب من قلبه) أنا أكتر واحد تعبتو الشهرة لأني ما قدرت عيش اليوميات اللي عاشا غيري من الفنانين.
¶ وما الذي يمنعك؟
- ما فيني يا ريت بقدر...
¶ مبروك نجاح ألبومك الجديد "يا ضلي يا روحي"، لماذا ألبوم كامل بعد 6 سنوات؟
- بسبب خلافي مع روتانا لم أصدر طوال الفترة التي مرّت سوى أغاني منفردة. وبما أن المحبين كثر قام المتعهد ميشال حايك بصلحة مع روتانا وهذا الألبوم كان باكورة التعاون الجديد. والحمدلله نيتي طيبة والناس أحبت الألبوم بطابعه الرومانسي "وانتبهي في أغاني مش هلأ بتعرفي قيمتا".
¶ ألاحظ أنك جريء في غلف ألبوماتك؟
- أنا قادر روح لبعيد بشغلي وقادر إتحوّل، ولما بكون عندي شي بحوّل كل طاقتي.
¶ ما سرّ أغانيك كي تحافظ على رونقها مع مرور الوقت؟
- في حفلتي الأخيرة غنيت قديمي كله، تخيلي قدمت أغاني عمرها 18 سنة وكان الجمهور يطالبني بتكرارها. "ما بدي إحكي عن حالي بس أنا بغني ولما غني بتعب وقلبي بدق وبالغنى دقات القلب بتختلف".
¶ لماذا تغني فقط اللبناني؟
- لأنه ليس بالضرورة أن نتماشى مع الموضة، بعض الفنانين يتقنون اللهجة المصرية وهذه نعمة. أنا لا يناسبني إلا اللبناني.
¶ يمنعك هذا من دخول مصر؟
- أنا حققت نجاحاً مدوياً في مصر بأغنية "مين حبيبي أنا" و"بعترفلك إني بحبك" لكن مشكلة معينة أبعدتني عن مصر ومضت عليّ فترة لم أزرها.
¶ بعض الفنانين يزعمون أنهم لا يجدون بسهولة أغنية لبنانية، متذرّعين بنقص الشعراء والملحنين؟
- مشكلة الأغنية اللبنانية أن بعض كلماتها غير مفهومة من الجمهور المصري لذلك يختصر بعض الفنانين الطريق ويغنون المصري ليدخلوا السوق المصرية.  
 ¶بتعرف تغني طقوقة؟
- أكيد وبعملّك ياها أغنية طربية كمان... بتعرفي صرلي 6 سنين بسمع جديد أسامي وأغاني وما شي بيعلق براسنا... بوظة مشكلة بس عم تدوب... (ضاحكاً).
¶ دقيق في اختيار أغانيك؟
- الأغنية الجميلة أختارها في ثانية، أصبح لديّ الإحساس الكامل بالأغنية التي يمكن أن تحقق النجاح. "ياما اخترت أغاني آخر تكة مارقين على عشرين فنان غيري بإعتراف شعرا وملحنين".
¶ متل شو؟
- "لو حبنا غلطة"، "قولك غلط"، "انتي وعم تفلّي"، "صفحة وطويتا"...
¶ كيف يؤثر فيك الوضع السياسي في لبنان؟
- هذه حرب باردة نعيشها "حرام لبنان بيطلعوا هالسياسيين على التلفزيون بيحكوا وبينظّروا وهني مش مأمّنين أدنى حقوقنا: مي وكهربا وطرقات... والله عيب (يقولها بغضب)، جوّعوا الناس حتى بس توصل الإنتخابات تبدا التبعيات".
¶ إنت مع مين بالسياسة؟
- أنا إنتمائي وطني وللجيش اللبناني بس.
¶ شاركت في الأوبريت الخاص بالجيش، غريب كيف اجتمعتم كنجوم؟
- كرمال الجيش ما حدا لازم يقول لا، وهيدي واجباتنا كفنانين.
¶ الى أي مرحلة تحن؟
- الى المرحلة الأولى لأن كل شيء كان أفضل، وكنا نشعر بسعادة وسلام وفرح والناس كانت مرتاحة، لكن مع التطور لم نعد نتهنّى بشيء، فقدنا المعنى الحقيقي
للحياة.
¶ بشو بتحلم؟
- (ضاحكاً) ليه أنا عم نام تا إحلم؟على مدار الساعة"خبر عاجل" ورسائل على التلفون... قلق متواصل.
¶ كيف وائل البيّ؟
- (متأثراً) بنتي كل دنيتي. أوقات بدوّر الساعة 3 الصبح وبنزل لعندا. خلص بخوت بدي شوفا.
¶ تغيرت الدنيا بنظرك بعد ولادة ميشيل؟
- صرت أتأثر أكتر وأعرف قيمة الإنسان.
¶ تهتم بها؟
- أكيد وبوعا عليا وبغيّرلا... كتير نيقة عليا. شوفي إمّا شو نيقة... على فكرة هيي الحدث المفصلي بحياتي ومن بعدا سكّرت...
¶ تتمنى أن تكبر عائلتك؟
 - أكيد، لكن مع هذه الحالة صعب. هذه الفتاة اليوم مسؤوليتي أنا وعليّ أن أفكر عنها وأن أحميها وأؤمن لها مستقبلا جيدا، لكن في ظلّ هذه الأوضاع ماذا أقول؟...
¶ لو طلبت منك كتابة رسالة نارية إلى من توجهها؟
- إلى الناس وأقول لهم: حرام لبنان، لازم نغيّر، وما بقى تقولو الحق على الدولة! الحق عليكن عم تردّوا نفس الأشخاص بالإنتخابات. نحنا بحاجة لدم جديد ولناس متخصصة وفهمانة وبتخاف عن جد على هالبلد...

CONVERSATION

0 comments: